مؤتمر كوب 30 ينطلق في البرازيل وسط غياب أميركي وانقسامات دولية
انطلقت قمة المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم الأمازونية البرازيلية، وسط دعوات أممية للتعاون الدولي في مواجهة أزمة المناخ، في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي انقسامات حادة حول الأولويات البيئية والاقتصادية.
وجه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، نداء للمندوبين من أكثر من 190 دولة، قائلاً: "مهمتكم هنا ليست محاربة بعضكم بعضاً، بل محاربة أزمة المناخ معاً".
التحديات الدولية والغياب الأميركي
شهد المؤتمر غياباً لافتاً للولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات الغازية، حيث يصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على اعتبار تغير المناخ مجرد "خدعة". هذا الموقف الأميركي يتناقض مع النهج الأوروبي والدولي المؤيد للعمل المناخي الجماعي.
انتقد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم بشدة غياب الحكومة الأميركية، معتبراً أن البرازيل "أحد شركائنا التجاريين العظماء وإحدى ديمقراطيات العالم العظيمة" التي يجب التعامل معها بجدية.
الموقف الأوروبي والالتزامات المناخية
أكدت ألمانيا أن الدول الأوروبية ستدفع باتجاه التزامات قوية للحد من استخدام الوقود الأحفوري. وقال يوشين فلاسبرت، نائب الوزير الألماني: "سندافع عن شيء قوي. لا نريد أن نسلك نفس طريق الرئيس ترمب".
هذا الموقف الأوروبي يعكس التزاماً بالقيم الديمقراطية والمؤسسات الدولية، في مواجهة النزعات الانعزالية التي تهدد التعاون الدولي في مجال المناخ.
التحديات العلمية والأهداف المطلوبة
قدر تحليل جديد للأمم المتحدة أن الغازات الدفيئة العالمية ستنخفض بنسبة 12% بحلول عام 2035، وهو تحسن طفيف لكنه يبقى بعيداً عن الانخفاض المطلوب بنسبة 60% للحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.
حذر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا من "المصالح التي تسعى إلى التعتيم على مخاطر تغير المناخ"، مؤكداً ضرورة "فرض هزيمة على منكري التغير المناخي".
دور المجتمع المدني والسكان الأصليين
انضم زعماء السكان الأصليين إلى المطالبات بمزيد من الصلاحيات في إدارة أراضيهم، مع تصاعد آثار تغير المناخ وتوغل الصناعات الاستخراجية في الغابات.
كما دق علماء من عشرات الجامعات والمؤسسات العلمية الدولية ناقوس الخطر، محذرين من أن "التوترات الجيوسياسية أو المصالح الوطنية قصيرة الأجل يجب ألا تطغى على كوب 30".
يبقى نجاح هذا المؤتمر مرهوناً بقدرة المجتمع الدولي على تجاوز الانقسامات السياسية والتركيز على التحدي المناخي كأولوية مشتركة تتطلب تضامناً عالمياً حقيقياً.